معلمو شبوة: أبطال في ظل الأزمات.. رواتب متأخرة وعملة منهارة تهدد مستقبل التعليم

الفانوس - محمد عرفان
تعاني محافظة شبوة في اليمن من أزمة اقتصادية حادة انعكست بشكل مباشر على أوضاع المعلمين الذين يواجهون صعوبات معيشية كبيرة جراء تأخر صرف رواتبهم وانهيار القيمة الشرائية للعملة المحلية هذه الأوضاع المتردية تزيد من معاناة المعلمين الذين يضطرون إلى أداء مهامهم التعليمية بأذهان مشتتة وهموم متراكمة مما يؤثر سلباً على العملية التعليمية برمتها
معاناة يومية تثقل كاهل المعلمين
يقول المعلم فضل علي الذي يعمل في إحدى مدارس عتق إنه يخدم في مجال التعليم منذ أكثر من 29 عاماً بدأ مسيرته التدريسية في مديرية بيحان حيث كان راتبه آنذاك يقدر بـ 6 آلاف ريال يمني وكان يكفي لتلبية احتياجاته الشخصية والأسرية أما اليوم وبعد أن وصل راتبه إلى 93 ألف ريال يمني فإنه لا يكفي حتى لشراء كيس أرز واحد بسبب الانهيار الحاد للعملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية
وأضاف فضل أن تأخر الرواتب لشهرين أو أكثر يجعل الحياة أكثر صعوبة حيث يضطر هو وزملاؤه إلى الاستدانة من أصحاب المحلات لتأمين احتياجات أسرهم الأساسية لكنهم غالباً ما يواجهون بالرفض بسبب عدم قدرتهم على السداد وقال نأتي إلى المدرسة بأذهان مشتتة وهموم متراكمة نفكر في أطفالنا وأسرنا ونحاول أن نؤدي واجبنا التعليمي رغم كل الصعوبات
العمل لوجه الله في ظل الأزمات
وأشار فضل إلى أن العديد من المعلمين يعملون حالياً لوجه الله حيث يستمرون في أداء واجباتهم التعليمية دون تلقي رواتبهم لشهور وأكد أنهم يتحملون هذه المسؤولية خوفاً من أن تتفشى الأمية بين أبناء الأسر الفقيرة الذين لن يتمكنوا من الحصول على التعليم إذا توقف المعلمون عن العمل وقال نحن نضغط على أنفسنا ونحضر إلى المدارس من أجل أبناء الفقراء حتى لا يضيع مستقبلهم
تأثير الأزمة على العملية التعليمية
من جهته قال المعلم حامد المحضار إن المعلمين يعانون بشكل كبير بسبب تأخر الرواتب وعدم توفرها بشكل شهري مما يزيد من الأعباء المعيشية التي يواجهونها وأضاف أنهم يأتون إلى المدارس وهم مثقلون بالهموم والمسؤوليات لكنهم يصرون على أداء واجباتهم التعليمية لمنع تفشي الجهل والأمية في المجتمع
وأكد المحضار أن توقف العملية التعليمية سيكون له آثار سلبية خطيرة على الطلاب والمجتمع ككل حيث سيؤدي إلى زيادة نسبة التسرب من المدارس وانتشار الجهل مما قد يدفع بالطلاب إلى الانحراف والوقوع في مشاكل اجتماعية وقال نحن نكافح من أجل الطلاب رغم أن الرواتب المتأخرة لا تكفي حتى لشراء فتات من متطلبات الحياة الأساسية
نداء إلى الحكومة والسلطات المحلية
اختتم المعلمون حديثهم بمطالبة الحكومة والسلطات المحلية بالتدخل العاجل لإنقاذ الوضع مؤكدين أن المعلمين هم الركيزة الأساسية في بناء الأمم وتطوير المجتمعات ودعوا إلى النظر بعين الاعتبار إلى المعاناة التي يواجهونها والعمل على تحسين أوضاعهم المادية والمعيشية حتى يتمكنوا من الاستمرار في أداء رسالتهم التعليمية دون أن يثقل كاهلهم هموم الحياة اليومية
في ظل هذه الأوضاع الصعبة يبقى المعلمون في شبوة يقفون في الصفوف الأمامية يحملون على أكتافهم أمانة تعليم الأجيال القادمة رغم كل التحديات التي تواجههم