دخاخين سوداء

التوسع العمراني غير المقنن في سقطرى..تهديد خطير للبيئة والتنوع الايكولوجي

الفانوس-سعد العجمي

"نلاحظ اختفاء الكثير من الأشجار وعدم نموها في الأماكن التي تؤخذ منها الأحجار حيث تحولت هذه الاماكن إلى صحاري جرداء، ونتمنى من السلطة المحلية أن تفكر وتأتي بحلول مجدية تهدف إلى الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي في جزيرة سقطرى وأن تقدم حلولا بديلة وعاجلة فالجزيرة في خطر" هكذا تحدث إلينا مواطن سقطري فضل عدم ذكر اسمه، ويعمل في نقل الأحجاربسيارته الخاصة.

هذا المواطن البسيط  راعه وضع الجزيرة في ظل ما تعيشه من مخاطر التوسع العمراني غير المقنن فوق المحميات الطبيعية، فضلا عن ما تتطلبه عمليات البناء من أحجار وأخشاب ورمال، بوصفها مرتكزات مهمة للحفاظ على البيئة والتنوع الايكولوجي والحياة البرية في أرخبيل سقطرى.

سقطرى(الفانوس)

توسع عمراني غير مقنن ومدروس

وشهدت جزيرة سقطرى خلال السنوات الأخيرة تزايدا كبيرا في عدد السكان، زادت معه الحاجة للتوسع العمراني، وما تتطلبه عملية البناء من احجار ورمال من نوع معين يتم جلبه من أماكن مختلفة في الأرخبيل، وفي كثير من الأحيان توفر الموارد المحلية بدائل رخيصة مقارنة بمثيلاتها المستوردة، وهذه الموارد الموجودة على الأرض في الأرخبيل مثل الاخشاب اليابسة والأحجار والرمال تعتبر غالبا مستوطنات للا فقاريات والطيور والزواحف التي تعشش فيها، وبإزالة هذه الركائز المهمة يقلل من فرص بقاء أنواع عديدة وفريدة منها، وتكون مهددة بالانقراض، عوضا عن كون هذا الركائز العضوية مثل الاخشاب اليابسة مغذيات للتربة وتوفر ظروفا مهمة لنمو شتلات النباتات الطبيعية.

تهديد حقيقي وتداعيات كارثية

الناشط في المجال البيئي ومدير منظمة بيئية محلية ناصر عبد الرحمن يقول إن التوسع العمراني يمثل تهديدا حقيقيا للبيئة وللتنوع الحيوي في الجزيرة ويرى أن ذلك يعزز من فرص انهيار النظام الايكولوجي على المديين المتوسط والبعيد، ويؤكد أن الأرخبيل ضمن المناطق القليلة في العالم التي لا يزال فيها تنوع حيوي ونظام ايكولوجي فريد ومتميز وأن الحفاظ عليه من مسؤولية الجميع.

ويرى ناصر أن أحد أهم أسباب تنامي هذا التهديد هو عدم وجود آلية تنظم التوسع العمراني، وتقنن متطلباته بما يصون البيئة والتنوع الايكولوجي، وكذلك عدم الوعي من قبل السكان المحليين بمخاطر هذا التوسع وتداعياته على البيئة في سقطرى ويحذر ناصر من التداعيات الخطيرة لبقاء واستمرار هذا التهديد، وبحسب ما يقول فإن عدم المسارعة في وضع حلول وقيود موضوعية يمكن أن يخلق وضعا كارثيا للنظام البيئي والايكولوجي في سقطرى، وكذلك يضع مستقبل الكثير من الأشجار والطيور والزواحف على حافة الهاوية، مما ينسحب الخطر على النظام الايكولوجي في سقطرى برمته.

سقطرى في قائمة التراث العالمي

في عام 2008 تم إدراج أرخبيل سقطرى في قائمة مواقع التراث العالمي في الفئة الطبيعية باعتبار أن الأرخبيل يحتوي على محميات طبيعية وموائل حيوية وطيور وأشجار متنوعة ونظام ايكولوجي فريد ومتميز، وفي العام 2017م أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إدراج جزيرة سقطرى ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية التابعة لاتفاقية التنوع الحيوي لفرادة مكونها وتنوعها الطبيعي، وهذه المميزات تجعل جزيرة سقطرى قبلة للسياح والباحثين الذين يتوافدون إليها من مختلف بلدان العالم.

سقطرى(الفانوس)

وجزيرة سقطرى هي أكبر الجزر اليمنية الواقعة في نقطة التقاء البحر العربي مع المحيط الهندي، يبلغ تعدادها السكان قرابة 60 الف نسمة، تتكون من مديريتين هما: مديرية حديبو (المركز الإداري للجزيرة) ومديرية قلنسية وعبد الكوري، وكانت تتبع إداريا محافظة حضرموت بموجب القرار الجمهوري بالقانون رقم (23) لسنة 1999م. وفي أواخر العام 2013م أعلنها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي محافظة.

وفي إطار بحثنا عن موقف السلطات المحلية والجهات ذات الصلة بالمشكلة المطروحة خاطبنا بعض الجهات ذات الصلة لكي نستوضح دورهم وكيف ينظرون للمهددات، لكننا لم نتلق رد حتى كتابة هذا التقرير، وننوه أننا في منصة" الفانوس" نتطلع لمعرفة دورهم وسنواصل عملية التواصل معهم لكي نفهم منهم أكثر، ما هي الحلول والمعالجات المتاحة لديهم، وما مستوى أهتمامهم بهذه القضية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى